ريتا
بين ريتا و عيوني بندقية
و الذي يعرف ريتا
ينحني و يصلي
لإله في العيون العسلية
و أنا قبلت ريتا عندما كانت صغيرة
و أنا أذكر كيف التصقت بي
و غطت ساعدي أحلى ضفيرة
و انا أذكر ريتا مثلما
يذكر عصفور غديره
اأه ريتا
بيننا مليون عصفور و صورة
و مواعيد كثيرة
أطلقت نار عليها بندقية
بين ريتا و عيوني بندقية
و الذي يعرف ريتا
ينحني و يغني
لإله في العيون العسلية
اسم ريتا كان عيدا في فمي
جسم ريتا كان عرس في دمي
و أنا ضعت بريتا سنتين
و هي نامت فوق زندي سنتين
وتعاهدنا على أجمل كأس
و احترقنا و احترقنا و احترقنا و احترقنا
في نبيذ الشفتين
وولدنا مرتين
أه ريتا أه ريتا
أي شيء رد عن عينيك عيني
سوى إخفائتين و غيوم عسلية
قبل هذي البندقية
كان يا ما كان يا صمت العشية
قمري هاجر في الصبح بعيدا
في العيون العسلية
و المدينة كنست كل المغنين و ريتا
وعود من العاصفة
وليكن
لا بدّ لي أن أرفض الموت
وأن أحرق دمع الأغنيات الراعفةْ
وأُعري شجر الزيتون من كل الغصون الزائفة
فإذا كنت أغني للفرح
خلف أجفان العيون الخائفة
فلأن العاصفةوعدتني بنبيذ
وبأنخاب جديدة
وبأقواس قزح
ولأن العاصفة
كنّست صوت العصافير البليدة
والغصون المستعارة
عن جذوع الشجرات الواقفة
وليكن ...
لا بد لي أن أتباهى بك يا جرح المدينة
أنت يا لوحة برق في ليالينا الحزينة
يعبس الشارع في وجهي
فتحميني من الظل ونظرات الضغينة
سأغني للفرح
خلف أجفان العيون الخائفة
منذ هبّت في بلادي العاصفة
وعدتني بنبيذ وبأقواس قزح
جواز سفر
كلمات : محمود درويش
ألحان : مارسيل خليفة
لم يعرفوني في الظلال التي تمتصُّ لوني في جواز السفرْ
وكان جرحي عندهم معرضاً لسائح يعشق جمع الصور
لم يعرفوني، آه... لا تتركي
كفي بلا شمسٍ،
لأن الشجر
يعرفني...
تعرفني كل أغاني المطر لا تتركيني شاحباً كالقمر!
عصافير الجليل
نلتقي بعد قليل
بعد عام
بعد عامين
وجيلْ..
ورَمَتْ في آلة التصويرعشرين حديقةْ
وعصافيرَ الجليل.
ومضتْ تبحث، خلف البحر،
عن معنى جديد للحقيقة
وطني حبل غسيل
لمناديل الدم المسفوك
في كل دقيقةْ
وتمددتُ على الشاطئ
رملاً... ونخيلْ
هِيَ لا تعرف
يا ريتا !
وهبناكِ أنا والموتُ
سِر الفرح الذابل في باب الجماركْ
وتجدَّدنا، أنا والموت،
في جبهتك الأولى
وفي شبّاك دارك.
وأنا والموت وجهان
لماذا تهربين الآنَّ من وجهي
لماذا تهربين؟
ولماذا تهربين الآن ممّا
يجعل القمح رموشَ الأرض،
ممّا يجعل البركان وجهاً آخراً للياسمين؟
ولماذا تهربينْ ؟
كان لا يتعبني في الليل إلا صمتها
حين يمتدُّ أمام الباب
كالشارع...
كالحيِّ القديمْ
ليكن ما شئت يا ريتا
يكون الصمتُ فأساً
أو براويز نجوم
أو مناخاً لمخاض الشجرةْ.
إنني أرتشف القُبلَة
من حدِّ السكاكين،
تعالي ننتمي للمجزرةْ !
سقطت كالوَرَق الزائد
أسرابُ العصافير
بــ آبار الزمنْ...
وأنا أنتشل الأجنحة الزرقاء
يا ريتا
أنا شاهدةُ القبر الذي يكبرُ
يا ريتا
أنا مَنْ تحفر الأغلالُ
في جلديَ
شكلاً للوطنْ...
في البال اغنية
كلمات : محمود درويش
ألحان : مارسيل خليفة
في البال أُغنيةٌ يا أُخت، عن بلدي،
نامي لأكتبها رأيتُ جسمكِ محمولاً على الزردِ
وكان يرشح ألواناً فقلتُ لهم:
جسمي هناك فسدُّوا ساحة البلدِ
كنَا صغيرين،
والأشجار عاليةٌ
وكنتِ أجمل من أُمي ومن بلدي...
من أين جاؤوا؟
وكرمُ اللوز سيَّجه أهلي وأهلك
بالأشواك والكبدِ!...
وكان جسمكِ مسبيّاً وكان فمي
يلهو بقطرة شهْدٍ فوق وحل يدي!...
في البال أُغنيةٌ يا أخت عن بلدي،
نامي... لأحفرها وشماً على جسدي.
كلُّ العصافير التي لاحقتْ كفى على باب المطار البعيد
كل حقول القمح، كل السجونِ، كل القبور البيض
كل الحدودِ،
كل المناديل التي لوَحتْ،
كل العيونِ
كانت
معي، لكنهم
قد أسقطوها من جواز السفر!
عارٍ من الاسم، من الانتماء ْ؟ في تربة ربَّيتها باليدينْ؟
أيوب صاح اليوم ملء السماء: لا تجعلوني عبرة مرتين!
يا سادتي! يا سادتي الأنبياء
لا تسألوا الأشجار عن اسمها
لا تسألوا الوديان عن أُمها
من جبهتي ينشق سيف الضياء
ومن يدي ينبع ماء النهر
كل قلوب الناس... جنسيتي
فلتسقطوا عني جواز السفر!